الأربعاء، 11 مايو 2016

رئيس متطرف للنمسا.. ماذا يعني؟

                     الكاتب بهجت العبيدي البيبة


استقال اليوم المستشار النمساوي فيرنر فايمان، بعدما فشل مرشح حزبه في الوصول إلى جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية في النمسا، حيث استطاع مرشح حزب الاحرار اليميني المتطرف نوربرت هوفر حصد أكبر عدد من الأصوات، ليصل إلى جولة الإعادة مع الكسندر فان دير بلين الرئيس السابق لحزب الخضر، الذي يدعو له الأجانب حتى لا يصل إلى كرسي الرئاسة بالنمسا رئيس يعرف عنه معاداته للأجانب، هكذا تذيع بكل وضوح وصراحة الصفحات العربية،  إضافة للساسة العرب الذين ينتمون لأحزاب معادية للمرشح الأول اليميني المتطرف، الذي اتخذ من الموضوعات التي تهم الشعب ولاسيما ما يتعلق بتوفير المزيد من المال للأمن! ورفض اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة المخطط لها أهم دعاية لحملته الانتخابية.
ويجسّد نائب رئيس البرلمان نوربرت هوفر (45 عامًا) الجناح الليبراليّ لليمين المتطرّف، الحزب السّابق ليورج  هايدر الذي تنحى من زعامة الحزب عام 2000 نتيجة للضغوط الدولية - حيث صُنّفَ معادياً للسامية -  وإن ظل أحد أبرز الوجوه فيها، قبل أن يطرد منها من قبل زعيمها هيلمر كاباس .
لقد كانت النمسا طرفا هاما في الحربين العالميتين: الأولى والثانية، وهزمت في الحربين الكبريتين، فكان من نتائج الأولى التي اشتعلت باغتيال ولي العهد النمساوي على يد شاب صربي، أن انهارت الإمبراطورية النمساوية الهنجارية، لتتوزع أراضيها ما بين ثلاث عشرة دولة فهي  تشكل حالياً جزءاً من، أو كامل أراضي: النمسا، المجر، تشيكيا، سلوفاكيا، سلوفينيا، كرواتيا، البوسنة والهرسك، صربيا (فويفودينا) إيطاليا (ترينتينو ألتو أديجي وفينيتسيا جوليا الإيطاليةوفريولي الشرقية)الجبل الأسود (خليج كوتور) رومانيا (ترانسيلفانيا، بناتو الشرقية وبوكوفينا الجنوبية)، بولندا (غاليسيا الغربية)،أوكرانيا (روتينيا وغاليسيا الشرقية وبوكوفينا الشمالية).
وفي 26 أكتوبر/تشرين الأول عام 1955. أقر البرلمان النمساوي قانون الحياد لتصبح النمسا دولة حايدية وهي الصفة القانونية لكل بلد يمتنع عن المشاركة في أي حرب أو نزاع بين البلدان الأخرى، ويلتزم مسافة واحدة من جميع الأطراف المتحاربة، مع ضرورة اعتراف الدول الأخرى بنزاهة وحيادية ذلك البلد.
ذلك الذي عكس رغبة الشعب النمساوي، بعد ما عاناه من ويلات الحرب -  في أن يتفرغ للعمل وبناء دولته، في نفس الوقت دلل على ندم ساد المجتمعات الأوربية جميعها بالانغماس في الحروب، تلك التي حصدت في الحربين الكبريتين ما يقترب من مئة مليون إنسان فضلا عن هؤلاء المصابين والمشوهين، والخراب الذي طال العالم أجمع.
لم تنشب الحربان العالميتان إلا في ظل حكام فاشيين عنصريين رأووا في أنفسهم قادة ملهمين، وفي شعوبهم أجناس فوق بقية الشعوب، وفي قدرات دولهم ما يجعلها تعتدي على غيرها من الدول.
إن صعود اليمين المتطرف في أوربا على وجه العموم وفي النمسا على وجه الخصوص، نظرا لما يتمتع به الشعب النمساوي من مسالمة وقبول الآخر، يعد جرس إنذار للعالم، لما هو قادم، فشريحة الشباب في المجتمعات الأوربية يزداد بها يوما بعد يوم الخطاب المعادي للأجانب الذي أظن أنه يمكن أن يكون بداية الطريق لما هو أبعد من الخطاب، والتي يمكن أن تكون نتائجه، ليس على الأجانب فحسب، كارثية تؤسس لمشكلات عالمية.   
طالع الموضوع على #بوابة_روزاليوسف  بالضغط على الرابط التالي:-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق